0

 


ﺗﻠﻌﺐ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ
ﻟﻠﻄﻔﻞ، ﺑﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﻘﺮﻭﺀﺓ ﻭﻣﺮﺋﻴﺔ
ﻭﻣﺴﻤﻮﻋﺔ؛ ﺇﺫ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ
ﻋﺎﻣﺔ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ.
ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ، ﺗﺴﻬﻢ
ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮ
ﻣﻘﺼﻮﺩ، ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ،
ﻭﻳﺘﻌﻠﻢ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﻓﻴﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﺎﺿﺞ
ﻣﺆﻫﻞ ﻳﺸﻐﻞ ﻭﺿﻌﺎ ﺃﻭ ﺃﻭﺿﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ
ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺑﻌﺪ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻴﺮ
ﺑﻤﻌﺪﻻﺕ ﺃﺑﻄﺄ ﻭﺑﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺃﻗﻞ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ
ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻧﺘﺤﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ
ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ :
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻄﻔﻞ : ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻣﻦ
ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﺴﻢ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻨﻤﻮ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﻃﻮﺍﺭ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ
ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻳﺒﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻓﻖ
ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ
ﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ... ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﺃﺧﺬﻭﺍ
ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ "ﻓﻴﻠﺪﻣﺎﻥ " ﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ . ﺇﺫ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻣﻘﺒﻮﻻ؛ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﻟﻪ
ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻤﻠﻲ، ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭﺍﻟﻮﺻﻒ ﻓﻘﻂ،
ﻭﻳﺨﺪﻡ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.
ﻭﻧﺜﺒﺖ ﻫﻨﺎ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪ " ﻓﻴﻠﺪﻣﺎﻥ " ، ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻥ ﺗﻠﺒﻲ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
-1 ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ : ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻓﺘﺮﺓ
ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﺱ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻳﻜﻮِّﻥ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻃﺮﺍً ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻭﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ .
-2 ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ : ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻧﺪﺍﺩﻩ، ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺗﺘﺴﻊ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ . ﻭﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻋﺸﺮ .
-3 ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ 13 ﺣﺘﻰ 18 ﺳﻨﺔ،
ﻭﺗﻨﻘﺴﻢ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺮﺗﻴﻦ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰﺗﻴﻦ ﻫﻤﺎ :
ﺃ - ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ،
ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ
ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﺏ - ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﺴﺘﻘﺮ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﺼﺒﺢ
ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻔﺮﺩﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ. ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻭﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ . ﻭﻧﺘﺤﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ ﻋﻦ ﺃﻫﻢ
ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ
ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ، ﻭﺣﺴﺐ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ .
ﺃﻭﻻ : ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻄﻔﻮﻟﺔ : �( ﻣﻦ 6-3
ﺳﻨﻮﺍﺕ �) : ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻣﻨﻬﺎ
ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ،
ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﻄﺄ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ . ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ
ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻷﺑﻮﺓ ﻭﺍﻷﺧﻮﺓ، ﻭﻳﺘﺼﻒ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺤﺐ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻏﺐ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ
ﻟﻤﺲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺷﻤﻬﺎ ﻭﺗﺬﻭﻕ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻭﻓﺤﺺ
ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﺼﺪﺭﻩ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻭﺃﻧﻐﺎﻡ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﺮ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ
ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ ﻭﺍﻟﻄﻮﻝ ﻭﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﺤﺠﻢ ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .
ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪ ﺑﺪﺋﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ؛ ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻢ، ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ �( ﻫﻨﺎ ـ ﻫﻨﺎﻙ �) ﺗﺴﺒﻖ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ �(ﺃﻣﺲ ـ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ﻏﺪﺍ �) ، ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩﺓ �( ﺍﻟﻌﺪﻝ ـ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ �)
ﻓﺘﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﺟﺪﺍ.
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ؛ ﺇﺫ ﺇﻥ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﺰﺝ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ،
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ، ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻛﺂﺩﺍﺏ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ .
ﻭﻗﻮﺍﻟﺐ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﻒ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺟﺪﻳﺪ، ﻓﻼ ﻳﺘﻘﻴﺪ
ﺑﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺃﺳﺲ ﻓﻨﻴﻪ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ.
ﻭﺗﻬﺪﻑ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺬﺭ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ
ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ .. ﻭﻛﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻗﺼﺼﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺃﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻷﻟﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ
ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ، ﻛﻤﺜﻞ : ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻭﺍﻟﻘﻄﻂ ﻭﺍﻟﺒﻂ ﻭﺍﻷﻭﺯ
ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻏﻠﺒﻪ
ﻗﺼﺼﺎ ﻣﺼﻮﺭﺓ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺧﻂ
ﻭﺍﺿﺢ ﻣﺸﻜﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻣﻠﻮﻧﺎ
ﺑﻠﻮﻥ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻠﻮﻥ ﺣﺒﺮ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﻣﻊ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ
ﺻﻮﺭ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ ﻟﺰﻣﻼﺋﻬﻢ ﺃﻭ
ﻟﺘﻔﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻱ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪﻳﻦ ﻣﻦ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ �( :6 12
ﺳﻨﺔ �) : ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ
ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺃﻱ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ
ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ، ﻭﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺎﺳﺐ
ﻣﻊ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺟﻨﺴﻪ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ، ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ
ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ �( ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ـ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ـ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ �) ،
ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ
ﻭﻣﻌﺎﻳﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﺔ ﻭﺑﻴﺌﺘﻪ .
ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻳﻬﺘﻢ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻭﻳﻌﺰﻑ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻧﻮﻋﺎ
ﻣﺎ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ. ﻓﻨﺮﺍﻩ
ﻳﺘﺴﻠﻖ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﺭ ﻭﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ . ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻃﻠﻖ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻮﺭ "ﻃﻮﺭ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ." ﻓﻴﻘﺒﻞ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻭﻗﺼﺺ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ
ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺍﺕ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﻬﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎ ﻏﻴﺮ
ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻭﺷﺮﻳﺮﺓ، ﻛﺄﻥ ﺗﺸﺠﻊ ﻣﺜﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺃﻭ
ﺍﻟﻠﺼﻮﺻﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻋﻨﺪ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﺔ؛ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﺩﻭﺍﻓﻊ
ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻭﻏﺎﻳﺎﺕ ﻣﺤﻤﻮﺩﺓ ﻛﻘﺼﺺ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻳﻮﺑﻲ
ﻭﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻭﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ، ﻭﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ.
ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻔﻆ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﻣﻮﺳﻪ
ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺃﻋﻠﻰ، ﻭﻳﻤﻜﻨﻪ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﺃﻥ
ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻗﺘﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ؛ ﺧﺼﻮﺻﺎ
ﻭﺃﻥ ﺗﺬﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻳﺘﻤﺸﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ....
ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺗﺬﻭﻕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺁﺩﺍﺑﻬﺎ ﺑﺮﻭﺡ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗﺼﺼﺎ ﺗﺜﻴﺮ ﺧﻴﺎﻟﻪ،
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍ ﺟﺬﺍﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺘﻴﺴﺮ
ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ، ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺁﻥ ﻵﺧﺮ ﺃﻥ
ﻳﺘﺼﻔﺤﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ
ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻮﻕ ﻣﺴﺘﻮﺍﻫﻢ ...
ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻴﻼ ﺃﻗﻮﻯ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﺑﺸﻐﻒ
ﻭﺍﺳﺘﻄﻼﻉ . ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺮﺣﻼﺕ ـ ﻣﺜﻼ ـ
ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻴﻞ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ
ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﻓﺮﺻﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻭﻕ
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ.
ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﻭﻗﺘﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ
ﺳﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﻟﺨﻴﻞ ﺃﻭ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ...
ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻬﻢ ﻭﺗﺤﺮﻛﻬﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺜﻞ
ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻭﻳﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻓﻴﻬﺘﻢ ﺑﻤﺸﻜﻼﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺃﻧﻤﺎﻃﻪ
ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻭﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺰﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺣﻮﺍﺭ ﻳﺪﻭﺭ ﻣﺜﻼ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﻠﻢ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ
ﻟﻠﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺃﻭ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻨﺎ؛
ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺗﻀﺤﺖ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ
ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺻﺤﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ .
ﺇﺫﺍً ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺒﺮﺍ ﺃﻭ ﻗﺼﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ
ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﺜﻼ ﻋﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﻮﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻓﺂﺕ ﻭﺟﻮﺍﺋﺰ
ﻋﺎﻟﻴﺔ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﺃﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺴﻴﻄﺎ
ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻋﺸﺮ ﻛﻠﻤﺎﺕ، ﻭﺗﺘﺠﻪ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﻭﺗﺘﺠﻪ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻦ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺼﻐﻴﺮ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ،
ﻭﻳﻘﻞ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺗﻀﻊ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻨﻊ
ﺍﻟﺘﺒﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻄﻖ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ
ﻳﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ
ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﺍﻟﻘﺼﺔ
ﻷﻫﻤﻴﺘﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ
ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻯ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺭﺳﻢ ﺍﻟﺠﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﻮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .
ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ : ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﻜﻮﻥ ﻧﺎﺟﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ
ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻻ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ؛ ﺃﻱ ﻧﺮﻯ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻻ
ﺑﻌﻴﻮﻧﻨﺎ، ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ

إرسال تعليق

 
الى الاعلى